في ذات مرة ،، وانا هنا ، وهي هناك ،
-----------------------------------
كان
الجو بارداً في تلك الليلة ،، ماطراً والبرق يخترق الأرض من السماء ،،
أمطار الشتاء تترنم على سقف منزلي الخشبي هناك ، شعرت بالبرد كثيراً ، خفت
من النوم ، ومن الاستيقاظ ، شعرت برهبة المكان والزمان ، فقررت ان انهظ من
فراشي الدافئ الى شباك غرفتي ، لأنظر الأمطار واشاركها فرحها بهطولها على
الأرض المقفرة من السماء ، راقبت الوضع ، واطمئن قلبي قليلاً ، ولكن مع
هذه الأمطار ، وبداية تساقط الثلوج ، شعر قلبي بحمى ، وارتفاع في درجة
حرارة الأوردة ، قلت ما هذا الذي يجري معي ، كنت قد أطمئننت عن نفسي ، ولم
يعد الخوف يتملكني ، جلست على فراشي ، وتململت قليلاً لأعرف السبب ، قمت
بمراجعة الكتب والمجلات الموجودة في خزانة حاجياتي القديمة ، ولم اجد
الجواب على سؤال قلبي ومرضه وعلته ، قلت في نفسي قد ينقص قلبي شئياً ،
وفجأة اقشعر بدني ، وصكت يدي وجهي ، وقلت اين انا من ذاك ، إنها تنتظرني
هناك ، فقررت في نفسي أن أجعل المساء أحلى ، واحلى ، ليطفئ نار الخوف من
جسدي ومن قلبي ، فأعلنت سراً وجهراً ، أنا هنالك لقاء ، ولكن البرد قارص
الليلة ، والأرض في سكون وخلجات ، لا أحد هنا ولا هناك ، الشوارع مبتلة ،
والسماء منهلة ، ولكني أريد أن اشعر بحلاوة اللقاء .
قمت من فراشي مرة
أخرى ، وصعدت الى سدة منزلي الخشبي ، اشعلت النار من الحطب المبتل ، ومن
حرارة قلبي اشتعلت النيران ، وشعرت بالإطمئنان ، قمت وحضرت فنجان قهوتي
المسائي كالعادة ، وضعت البن والسكر على الماء ، وأنتظرت لتغلي أكثر ،
لأشعر بمرارة حلاوتها ، لإنتظر اللقاء ، فجهزت وقهوتي ، ورقدت بجانب سريري
على كرسي خشبي مهتز ، انظر الى المطر والى الثلج والى الغيوم والى السماء .
حملت
هاتفي ، وبدأت أضرب الأرقام يمنناً ويسرى ، الليل معتم قليلاً ، ولكني
أحفظ رقمها عن ظهر قلب ، ومع أن يداي ترتجفان من رهبة اللقاء ، ولكن يطغى
على كل هذا وذاك ، حلاوة اللقاء ، فأتصلت بها ،، صمت بضع دقائق ، وصمتت ،
وكأن القلوب بدأت تتكلم وتتناغم وتغازل بعضها بعضا ،
صمتنا لبرهة بل لبرهات ،،
وصمتنا ساعة بل سويعات ،،
وأتفق
القلبان على كل شئ ، ضحكا وحزنا ،، وابتسما ،، افترقا ، واعتنقا ،، وعشقا
،، ونحن صامتين لا نتكلم ببنت شفتينا ، صمتت القلوب بعدها ،،
وبدأ حديثنا بعد كل هذا ،،
ولنكمل القصة إن شاء الله بعد هذا الصمت الرهيب ,,
بدأنا حديثا شفاهة ،،
اعجبنا
من حديث قلوبنا ، فقد سمعنا ذلك الحديث كله ، كان حديثاً مطولاً ، وطال
بنا الحديث شفاهة الى ما بعد منتصف الليل ، وفي نهاية الحديث ، تواعدنا
على أن نلتقي غداً وفي نفس الموعد ، وتفاجئت بمن يطرق علي باب بيتي ، قلت
لحبيبتي لحظة من فضلك ، فالباب يطرق ، عسى ان يكون خير ، فلست متعوداً أن
يطرق بابي أحد في وسط النهار ، فكيف في هذه الأوقات ، ووضعت هاتفي على
طاولة بجانب سريري اضع عليها كتاب رواية الغائبون لدانيال ماندلسن
ونظاراتي ، وعلبة سجائري ، وبقايا فنجان قهوتي ، وفررت كالمجنون لأفتح
الباب للطارق ، وكانت هناك المفاجأة ، نعم كانت مفاجأة لي ،،
تابعوني لنعرف تفاصيل هذه الحكاية
-----------------------------------
كان
الجو بارداً في تلك الليلة ،، ماطراً والبرق يخترق الأرض من السماء ،،
أمطار الشتاء تترنم على سقف منزلي الخشبي هناك ، شعرت بالبرد كثيراً ، خفت
من النوم ، ومن الاستيقاظ ، شعرت برهبة المكان والزمان ، فقررت ان انهظ من
فراشي الدافئ الى شباك غرفتي ، لأنظر الأمطار واشاركها فرحها بهطولها على
الأرض المقفرة من السماء ، راقبت الوضع ، واطمئن قلبي قليلاً ، ولكن مع
هذه الأمطار ، وبداية تساقط الثلوج ، شعر قلبي بحمى ، وارتفاع في درجة
حرارة الأوردة ، قلت ما هذا الذي يجري معي ، كنت قد أطمئننت عن نفسي ، ولم
يعد الخوف يتملكني ، جلست على فراشي ، وتململت قليلاً لأعرف السبب ، قمت
بمراجعة الكتب والمجلات الموجودة في خزانة حاجياتي القديمة ، ولم اجد
الجواب على سؤال قلبي ومرضه وعلته ، قلت في نفسي قد ينقص قلبي شئياً ،
وفجأة اقشعر بدني ، وصكت يدي وجهي ، وقلت اين انا من ذاك ، إنها تنتظرني
هناك ، فقررت في نفسي أن أجعل المساء أحلى ، واحلى ، ليطفئ نار الخوف من
جسدي ومن قلبي ، فأعلنت سراً وجهراً ، أنا هنالك لقاء ، ولكن البرد قارص
الليلة ، والأرض في سكون وخلجات ، لا أحد هنا ولا هناك ، الشوارع مبتلة ،
والسماء منهلة ، ولكني أريد أن اشعر بحلاوة اللقاء .
قمت من فراشي مرة
أخرى ، وصعدت الى سدة منزلي الخشبي ، اشعلت النار من الحطب المبتل ، ومن
حرارة قلبي اشتعلت النيران ، وشعرت بالإطمئنان ، قمت وحضرت فنجان قهوتي
المسائي كالعادة ، وضعت البن والسكر على الماء ، وأنتظرت لتغلي أكثر ،
لأشعر بمرارة حلاوتها ، لإنتظر اللقاء ، فجهزت وقهوتي ، ورقدت بجانب سريري
على كرسي خشبي مهتز ، انظر الى المطر والى الثلج والى الغيوم والى السماء .
حملت
هاتفي ، وبدأت أضرب الأرقام يمنناً ويسرى ، الليل معتم قليلاً ، ولكني
أحفظ رقمها عن ظهر قلب ، ومع أن يداي ترتجفان من رهبة اللقاء ، ولكن يطغى
على كل هذا وذاك ، حلاوة اللقاء ، فأتصلت بها ،، صمت بضع دقائق ، وصمتت ،
وكأن القلوب بدأت تتكلم وتتناغم وتغازل بعضها بعضا ،
صمتنا لبرهة بل لبرهات ،،
وصمتنا ساعة بل سويعات ،،
وأتفق
القلبان على كل شئ ، ضحكا وحزنا ،، وابتسما ،، افترقا ، واعتنقا ،، وعشقا
،، ونحن صامتين لا نتكلم ببنت شفتينا ، صمتت القلوب بعدها ،،
وبدأ حديثنا بعد كل هذا ،،
ولنكمل القصة إن شاء الله بعد هذا الصمت الرهيب ,,
بدأنا حديثا شفاهة ،،
اعجبنا
من حديث قلوبنا ، فقد سمعنا ذلك الحديث كله ، كان حديثاً مطولاً ، وطال
بنا الحديث شفاهة الى ما بعد منتصف الليل ، وفي نهاية الحديث ، تواعدنا
على أن نلتقي غداً وفي نفس الموعد ، وتفاجئت بمن يطرق علي باب بيتي ، قلت
لحبيبتي لحظة من فضلك ، فالباب يطرق ، عسى ان يكون خير ، فلست متعوداً أن
يطرق بابي أحد في وسط النهار ، فكيف في هذه الأوقات ، ووضعت هاتفي على
طاولة بجانب سريري اضع عليها كتاب رواية الغائبون لدانيال ماندلسن
ونظاراتي ، وعلبة سجائري ، وبقايا فنجان قهوتي ، وفررت كالمجنون لأفتح
الباب للطارق ، وكانت هناك المفاجأة ، نعم كانت مفاجأة لي ،،
تابعوني لنعرف تفاصيل هذه الحكاية
فتحت باب بيتي
، فدخلت الأمطار المنهلة من السماء الى بيتي ،، والضباب يغطي سواد الليل
الأتي من هنا ومن هناك ، وفي غمرة الموقف ، وشدة البرد ، وتساقط المطر ،
وبداية تساقط الثلوج ، ودخول البرد الى بيتي الخشبي الصغير ، مع رجفتي
الأولى ، شاهدت شئياً لم اكن أتوقعه أبداً ، شاهدتها ، يا آلهي ، كم هو
منظر مهيب ، هز بدني وكياني ،، فقدت البصر ، والعقل انحسر ، هاتفي وقع
وتحطم وانكسر ، ماذا ارى أنا في حلم آني ، ام من شدة السهر ، تباً للظلام
، تباً للإمطار ، تباً لكل شئ ، لعنت ذاتي ، ولعنت كل شئ أمامي الا هي
،توقعت كل شئ يحصل الا هذا ، توقعت غزو امريكيا من قبل الهنود الحمر
ليستردوا اوطانهم ، واحتلال إيتا لفرنسا واسبانيا ، والبروتستانت لانجلترا
، ولكن ان تكون هي هي ، هذا مالم أتوقعه ، هول الموقف أوقفني وأقعدني
وأذهلني وأدهشني ، هل أنت أنت ، قالت انا انا ، من انت ومن أنا ، يا لتلك
الدنيا ، كم هي صغيرة ، يالا المفاجئات ، والمسرات ، إنها هي هي ، حبيبة
القلب ، ودم الوردان ، والعشيقة الأولى ، أجفاني وأهداب عيوني ، بل هي
العينان ، هي الروح والوجدان ، إنها حبيبتي الأولى هنا في بيتي ، قلت لها
بإستغراب ، هل أنت انت ، لا اصدق نظري ، فقد يكون اختلط عليه الضباب
والمطر والثلج ، وقراءة القرأن ، تفضلي يا عمري ويا روحي ويا حياتي ، الى
بيتك حيث الروح والصاحب والخلان ، فدخلت تتمشى في بيتي الصغير الخشبي
الصنع ، دخول بلا استئذان ، دخلت واغلقت الباب خلفي ، قالت لي جئت لك ،،
بعد عامين من الإنتظار ، بعد عامين وأنا متعبة بك ، احسست أنه صعب المنال
أن أراك ، ضحيت بكل شئ لأجلك ، ولأجلك فقط ، فقلت لها أجلسي ، وجئت ببعض
الأغطية القديمة المتوفرة لدي لأغطيها ،وأمنع عنها البرد كي لا يتخلل الى
جسمها المنهك من عناء وطول السفر ، اقتربي حبيتي الى مدفأة الحطب ، أقتربي
قليلاً ، فأمسكت بيداها الباردتان ، واجلستها بقرب تلك النار المشتعلة ،
فرددت ما كنت اقوله في نفسي ، فقلبها من حلاوة اللقاء اشتعلت فيه النيران
، فقالت لي ، حبيبي أنا دافئة مستدفئة بقربك ، وأنت بجانبي ، فقلت لها
لنصمت الأن ، فنحن بحاجة الى ساعات بل ايام بل سنوات لنعد تركيبة أجسامنا
كما كما كانت قبل هذا اللقاء ،،
كونوا معي لأكمل لكم القصة هذه والرواية
، فدخلت الأمطار المنهلة من السماء الى بيتي ،، والضباب يغطي سواد الليل
الأتي من هنا ومن هناك ، وفي غمرة الموقف ، وشدة البرد ، وتساقط المطر ،
وبداية تساقط الثلوج ، ودخول البرد الى بيتي الخشبي الصغير ، مع رجفتي
الأولى ، شاهدت شئياً لم اكن أتوقعه أبداً ، شاهدتها ، يا آلهي ، كم هو
منظر مهيب ، هز بدني وكياني ،، فقدت البصر ، والعقل انحسر ، هاتفي وقع
وتحطم وانكسر ، ماذا ارى أنا في حلم آني ، ام من شدة السهر ، تباً للظلام
، تباً للإمطار ، تباً لكل شئ ، لعنت ذاتي ، ولعنت كل شئ أمامي الا هي
،توقعت كل شئ يحصل الا هذا ، توقعت غزو امريكيا من قبل الهنود الحمر
ليستردوا اوطانهم ، واحتلال إيتا لفرنسا واسبانيا ، والبروتستانت لانجلترا
، ولكن ان تكون هي هي ، هذا مالم أتوقعه ، هول الموقف أوقفني وأقعدني
وأذهلني وأدهشني ، هل أنت أنت ، قالت انا انا ، من انت ومن أنا ، يا لتلك
الدنيا ، كم هي صغيرة ، يالا المفاجئات ، والمسرات ، إنها هي هي ، حبيبة
القلب ، ودم الوردان ، والعشيقة الأولى ، أجفاني وأهداب عيوني ، بل هي
العينان ، هي الروح والوجدان ، إنها حبيبتي الأولى هنا في بيتي ، قلت لها
بإستغراب ، هل أنت انت ، لا اصدق نظري ، فقد يكون اختلط عليه الضباب
والمطر والثلج ، وقراءة القرأن ، تفضلي يا عمري ويا روحي ويا حياتي ، الى
بيتك حيث الروح والصاحب والخلان ، فدخلت تتمشى في بيتي الصغير الخشبي
الصنع ، دخول بلا استئذان ، دخلت واغلقت الباب خلفي ، قالت لي جئت لك ،،
بعد عامين من الإنتظار ، بعد عامين وأنا متعبة بك ، احسست أنه صعب المنال
أن أراك ، ضحيت بكل شئ لأجلك ، ولأجلك فقط ، فقلت لها أجلسي ، وجئت ببعض
الأغطية القديمة المتوفرة لدي لأغطيها ،وأمنع عنها البرد كي لا يتخلل الى
جسمها المنهك من عناء وطول السفر ، اقتربي حبيتي الى مدفأة الحطب ، أقتربي
قليلاً ، فأمسكت بيداها الباردتان ، واجلستها بقرب تلك النار المشتعلة ،
فرددت ما كنت اقوله في نفسي ، فقلبها من حلاوة اللقاء اشتعلت فيه النيران
، فقالت لي ، حبيبي أنا دافئة مستدفئة بقربك ، وأنت بجانبي ، فقلت لها
لنصمت الأن ، فنحن بحاجة الى ساعات بل ايام بل سنوات لنعد تركيبة أجسامنا
كما كما كانت قبل هذا اللقاء ،،
كونوا معي لأكمل لكم القصة هذه والرواية
عادت
لنا أرواحنا من جديد ، فكرنا بكل ما مضى ، هل انت الذي كنت اتصل بك دون أن
أراك ، وقالت في نفسها هل أنت هو الذي اتصل بك دوماً دون ان أراك ، عجباً
لمحاسن الصدف ، عجباً لتلك الأرواح التي تتزاور هنا وهناك برغبة منا وبدون
رغبة ، فقلت لها مساءك جميل كجمالك أنت ، كجمال روحك ، كجمال عقلك ورجاحته
، ورزانته ، قال مساء الورد يا حبيب القلب ، يا من تشوقت لرؤياك ، كنت
تواقة لأراك ، وها أنا اليوم اراك ، واراك بأم عيني التي عن بعدك لم تكن
تغفو ولا تنام ، وقلت لها وأنا بالمثل يا حبيبة القلب ، انا التواق دائماً
لرؤيتك ، وها قد حقق الله لنا ذلك ، أجلسي على كرسيك ، فأنت الملكة الأن
في مملكتي ، وهذا عرشك أنت وأنت فقط ، فقمت والدفئ يغطيني من كل جانب من
حلاوة وحرارة اللقاء ، وصعدت الى سدة بيتي ، واوقدت النار مرة أخرى ، وقمت
لأجهز فنجانين من القهوة ، لي ولها ، وجاءت من خلفي لتهمس في أذني ، أجلس
فهذا عملي ، قلت لها أنت ضيفتي الأن ، وعادات العرب أن يكرم المرء الضيف
بنفسه ، قالت لي ومن قال لك انني ضيفتك ، انا حبيبتك ، وكنت ضيفة في قلبك
لسنتين ، وها أنا اصبحت من أهل البيت ، وحقك علي ، أذهب وانتظرني على
كرسيك لأجلب لك القهوة ، ورجعت الى مكاني وتركتها تعمل القهوة كما تريد هي
، لإنها تعرف مزاج قهوتي من خلال اتصالاتي معها ، وبعد دقائق أحضرت لي
القهوة ، ومعها رقائق من البسكويت الأوروبي الذي كان مخزناً عندي من أحد
أعياد العام ، التي كنت أحضرها لنفسي ونفسي فقط ، وعبوة ماء قديمة لا
استعملها ، حيث قامت بتنظيفها وتعبئتها من الماء ، وآتت والقهوة والماء
والبسكويت ، واحسست نفسي ملكاً لهذه المملكة الصغيرة ، وهي الملكة ، وعندي
من الخدم والحشم مالا يعد ولا يحصى ، وجلسنا عند وقدة النار ، وكرسي بجانب
كرسيها ، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث ،،
لنا أرواحنا من جديد ، فكرنا بكل ما مضى ، هل انت الذي كنت اتصل بك دون أن
أراك ، وقالت في نفسها هل أنت هو الذي اتصل بك دوماً دون ان أراك ، عجباً
لمحاسن الصدف ، عجباً لتلك الأرواح التي تتزاور هنا وهناك برغبة منا وبدون
رغبة ، فقلت لها مساءك جميل كجمالك أنت ، كجمال روحك ، كجمال عقلك ورجاحته
، ورزانته ، قال مساء الورد يا حبيب القلب ، يا من تشوقت لرؤياك ، كنت
تواقة لأراك ، وها أنا اليوم اراك ، واراك بأم عيني التي عن بعدك لم تكن
تغفو ولا تنام ، وقلت لها وأنا بالمثل يا حبيبة القلب ، انا التواق دائماً
لرؤيتك ، وها قد حقق الله لنا ذلك ، أجلسي على كرسيك ، فأنت الملكة الأن
في مملكتي ، وهذا عرشك أنت وأنت فقط ، فقمت والدفئ يغطيني من كل جانب من
حلاوة وحرارة اللقاء ، وصعدت الى سدة بيتي ، واوقدت النار مرة أخرى ، وقمت
لأجهز فنجانين من القهوة ، لي ولها ، وجاءت من خلفي لتهمس في أذني ، أجلس
فهذا عملي ، قلت لها أنت ضيفتي الأن ، وعادات العرب أن يكرم المرء الضيف
بنفسه ، قالت لي ومن قال لك انني ضيفتك ، انا حبيبتك ، وكنت ضيفة في قلبك
لسنتين ، وها أنا اصبحت من أهل البيت ، وحقك علي ، أذهب وانتظرني على
كرسيك لأجلب لك القهوة ، ورجعت الى مكاني وتركتها تعمل القهوة كما تريد هي
، لإنها تعرف مزاج قهوتي من خلال اتصالاتي معها ، وبعد دقائق أحضرت لي
القهوة ، ومعها رقائق من البسكويت الأوروبي الذي كان مخزناً عندي من أحد
أعياد العام ، التي كنت أحضرها لنفسي ونفسي فقط ، وعبوة ماء قديمة لا
استعملها ، حيث قامت بتنظيفها وتعبئتها من الماء ، وآتت والقهوة والماء
والبسكويت ، واحسست نفسي ملكاً لهذه المملكة الصغيرة ، وهي الملكة ، وعندي
من الخدم والحشم مالا يعد ولا يحصى ، وجلسنا عند وقدة النار ، وكرسي بجانب
كرسيها ، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث ،،