- رفع
اللحاف عن جسده، وفرك عينيه، فانقشعت غشاوة النوم...ترك حينها السرير
واتجه صوب النافذة لينظر من خلال الزجاج المتسخ لون السماء ، ويحملق
بعينين غائرتين في وجه شاحب وجوه المارة ... إنها نفس الأشكال والصور التي
تصادفه كل يوم...فهناك الشحاذة رفقة طفلها جالسة على الرصيف ، تتأمل بين
الفينة والأخرى رضيعها الذي لم يفطم في صمت وإشفاق ...وتعود لتسترحم الناس
باسم الأنبياء والأولياء والصالحين...وفي الجهة المقابلة من الشارع كهل
فقير مستعطيا على قارعة الطريق.
-أحس
زيدان بخيبة أمل جعلته يشعر بصداع شديد... فتح زجاج النافذة فلفح الهواء
وجهه وأحس بشيء من الانتعاش، لكن أفكارا كثيرة ظلت تتصارع في رأسه حول
مصيره كشاب، قد لا يعرف العمل البتة...وما مصير ابنة خالته؛ تلك الفتاة
التي استولت على كل مشاعره...يحبها ؟!...نعم يحبها...سؤال وجواب، ولاشيء
آخر ... كان عاتيا، فلم يخفق قلبه لفتاة أبدا...لكن هناك قدر غامض يجذبه
إليها! .. عانى الكثير قبل استمالة والديها للموافقة..طوال أشهر وأشهر،
وهو يتوسل ؛ تارة يرسل ، وتارة أخرى يجرؤ فيوصي أمه وهي ذاهبة إلى الجيران
، بعد أن يطوف حولها وقتا طويلا ...كان ذلك منذ سنوات، وبعد تخرجه
مباشرة...تساؤلات كثيرة جعلته يشيح بوجهه بعيدا عن النافذة، ظل يقاوم ألما
حادا في نصف رأسه، وشعر بشيء من الضيق، تحول بعد لحظة قصيرة إلى غضب
شديد...أخذ يعض أطراف أصابعه، وراح يهدر متحركا في الغرفة بانفعال
غامض...وحتى يزيل هذا الغضب، بدأ يرسم لنفسه تنبؤات متكررة، ويحاول
الانسياق وراء احتمال تحققها ... كأن يقول لنفسه؛ قد أشغل في يوم ما منصبا
هاما! ، ويكون لي مكتب فاخر!، ودفتر صكوك خاصا بي! ، حينها انقبضت عضلاته
، وأحس وقلبه يدق بعنف على غير عادة ، وكأنه يفرغ آخر جرعاته ،، نعم لن
يجرؤ شخص بعدها على إهانتي ،، سأسير حينها مختالا بخطى متثاقلة ،، تنهد
زيدان من أغوار صدره وراح يردد : لن أظل بعدها نكرة ، وراح يهدر متحركا في
الغرفة بانفعال غامض ، انتفض زيدان من النشوة كعصفور بلله المطر،، - كان
يتمنى أن تدوم مثل هذه اللحظات الجميلة وتمتد لزمن طويل ،، لقد اصطدم
بالواقع ، فهوى بلا معين ،، ارتخت عضلات جسمه في خيبة أمل وأحس بعرق بارد
يندي جبينه ،، إنها عادة يمارسها كل يوم ،، ترهقه كثيرا ،، لكنها جميلة
اللحاف عن جسده، وفرك عينيه، فانقشعت غشاوة النوم...ترك حينها السرير
واتجه صوب النافذة لينظر من خلال الزجاج المتسخ لون السماء ، ويحملق
بعينين غائرتين في وجه شاحب وجوه المارة ... إنها نفس الأشكال والصور التي
تصادفه كل يوم...فهناك الشحاذة رفقة طفلها جالسة على الرصيف ، تتأمل بين
الفينة والأخرى رضيعها الذي لم يفطم في صمت وإشفاق ...وتعود لتسترحم الناس
باسم الأنبياء والأولياء والصالحين...وفي الجهة المقابلة من الشارع كهل
فقير مستعطيا على قارعة الطريق.
-أحس
زيدان بخيبة أمل جعلته يشعر بصداع شديد... فتح زجاج النافذة فلفح الهواء
وجهه وأحس بشيء من الانتعاش، لكن أفكارا كثيرة ظلت تتصارع في رأسه حول
مصيره كشاب، قد لا يعرف العمل البتة...وما مصير ابنة خالته؛ تلك الفتاة
التي استولت على كل مشاعره...يحبها ؟!...نعم يحبها...سؤال وجواب، ولاشيء
آخر ... كان عاتيا، فلم يخفق قلبه لفتاة أبدا...لكن هناك قدر غامض يجذبه
إليها! .. عانى الكثير قبل استمالة والديها للموافقة..طوال أشهر وأشهر،
وهو يتوسل ؛ تارة يرسل ، وتارة أخرى يجرؤ فيوصي أمه وهي ذاهبة إلى الجيران
، بعد أن يطوف حولها وقتا طويلا ...كان ذلك منذ سنوات، وبعد تخرجه
مباشرة...تساؤلات كثيرة جعلته يشيح بوجهه بعيدا عن النافذة، ظل يقاوم ألما
حادا في نصف رأسه، وشعر بشيء من الضيق، تحول بعد لحظة قصيرة إلى غضب
شديد...أخذ يعض أطراف أصابعه، وراح يهدر متحركا في الغرفة بانفعال
غامض...وحتى يزيل هذا الغضب، بدأ يرسم لنفسه تنبؤات متكررة، ويحاول
الانسياق وراء احتمال تحققها ... كأن يقول لنفسه؛ قد أشغل في يوم ما منصبا
هاما! ، ويكون لي مكتب فاخر!، ودفتر صكوك خاصا بي! ، حينها انقبضت عضلاته
، وأحس وقلبه يدق بعنف على غير عادة ، وكأنه يفرغ آخر جرعاته ،، نعم لن
يجرؤ شخص بعدها على إهانتي ،، سأسير حينها مختالا بخطى متثاقلة ،، تنهد
زيدان من أغوار صدره وراح يردد : لن أظل بعدها نكرة ، وراح يهدر متحركا في
الغرفة بانفعال غامض ، انتفض زيدان من النشوة كعصفور بلله المطر،، - كان
يتمنى أن تدوم مثل هذه اللحظات الجميلة وتمتد لزمن طويل ،، لقد اصطدم
بالواقع ، فهوى بلا معين ،، ارتخت عضلات جسمه في خيبة أمل وأحس بعرق بارد
يندي جبينه ،، إنها عادة يمارسها كل يوم ،، ترهقه كثيرا ،، لكنها جميلة
