السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
معلوومة القصة منقولة من أحد المنتديات و لست أنا مؤلفها
و لكنها أعجبتني
لكن مراد الذي في القصة لا علاقة له بي
اتمنى لكم الاستمتاع
..
كان هناك أحد التلاميذ 'مراد ' يتعرض إلى الضرب دائما ، والسبب هو ' أكرم' الذي يخافه الجميع ، أما صديقنا أكرم فقد كان يبدوا
سعيدا طوال الوقت ، لم يسبق له
أن حزن على شيئ ما ، وقد كانت هذه هي السنة الأولى التي يتعرض فيها إلى الضرب والمضايقة من طرفه ،
وفي أحد الأيام كان مراد متجها إلى قسمه ، فأمسك به أكرم ، صاحب المصائب والذي لم يسبق له أن
تركه وشأنه ، وبالطبع فقد كان أكبر منه سنا وقوة وطولا....
مراد : أنت من جديد .. ألن تتركني يوما
أكرم : هذا هو اليوم الذي لن تحلم به
حنى مراد رأسه وظل يحدق بالأرض ، وبعدها بدأ يرفع رأسه ببطئ شديد إلى أن وصل إلى وجهه وابتسم
مراد : لن أفعل شيئا مادمت مصرا يا صديقي
لم يتقبل الأمر وأسقطه أرضا وبدأ يضربه ، ضربة إلى اليد...ضربة إلى البطن....ضربة إلى القدم....وأكملها بلكمة على وجهه
أكرم : اياك وأن تدعوني بصديقي مرة أخرى
غادر أكرم مكانه ، أما مراد فقد وقف وأكمل طريقه إلى القسم ، وكأن شيئا لم يحدث ، وصل إلى هناك ولكن لسوء الحظ لم يقبله الأستاذ ،
وقد كان هذا بسبب تأخره ، غيّر مكانه وخرج ثم جلس قرب باب المؤسسة ، وقد كان الشخص الوحيد هناك ، لأن الجميع يدرس ،
أما هو فقد ظل يفكر في سبب تعامل أكرم معه ، لم يسبق أن عمل معه شيئا سيئا ، حتى أنه لم يتعرف عليه في البداية ، لم يفهم
السبب ، كان يراه في السنة السابقة يضرب شخصا آخر ، وقد انتقل إلى مؤسسة أخرى بسببه ، وهذا ما سمع من خلال حديث التلاميذ ،
دق الجرس فدخل مراد بسرعة لأن هذه الحصة خاصة ، عليه أن يحصل على معدل جيد في اختبار اليوم ، وإن ضيعها فقد يخسر الكثير
وخصوصا أنه متفوق ، وقد كان يحصل على الرتبة الأولى دائما وفي كل سنة ، لكن هذه المرة واجه صعوبات كثيرة وقد لا يحقق ذلك ،
وبعدها حدث ما لم يكن في الحسبان ، رأى مراد ينتظره وهو بالقرب من القاعة ، تابع طريقه من دون تردد ، قأمسكه من جديد....
أكرم : أعلم أن حصة اليوم مهمة بالنسبة لك فأنا أعرف كل شيئ
مراد : صديقي الظالم لن يدعني أذهب
أكرم : حسنا سأريك...وقد أخبرتك سابقا بأنني لست صديقك والجديد الآن هو أنك أضفت ' ظالم ' وكالعادة أنت تبتسم وهذا ما
لا أحبه........
أسقطه من جديد وبدأ يضرب فيه ، وهذه المرة كان يوجه اللكمات بقوته الكاملة ، وكرر ذلك كثيرا ، أتى بعض الأشخاص الطيبين وبدأوا
بابعاده ، وقد فعلوا ذلك بصعوبة كبيرة ، وقف كالعادة والدموع تتساقط من عينيه لكنه كان سعيدا ، خرج وجلس في مكانه المعتاد ،
دق الجرس من جديد فأتى أحد الأشخاص وأخبره بأن الاختبار قد أجل ، لكنه لم يهتم لذلك فقد ظن بأن الآخر سيضايقه سواء
أكان قد أجل أم لا ، عاد إلى المنزل وكأنه لم يتعرض إلى أي شيئ ، وفي الغد اتجه إلى القسم والغريب أن هذا اليوم لم يأتي فيه أكرم ،
فعرف بأن شيئا ما قد حدث ، لم يدخل القسم لهذا السبب وسأل بعض الأشخاص عن منزله ، وبعدما عرف المكان واتجه إلى هناك مباشرة
فرأى حشدا كبيرا من الناس قرب المنزل ، اضافة إلى أن أكرم كان قرب أحد الأشجار وهو يبكي ، ذهب إليه وحاول أن يحدثه
مراد : صديقي.. ماذا حدث لك ؟
التفت إليه.....وهو غير مصدق........
أكرم : اسمع يا صديقي أنا آسف على كل مافعلته لك ولن أكرر ذلك أبدا
مردا : أيمكنني معرفة سبب البكاء وسبب تجمع الناس ولماذا كنت تضربني
ابتسم على الرغم من أنه يبكي ، وأخبره بأن أخاه مات وقد كان يدرس مع مراد ، كما أنه كان يضربه لهذا السبب ، وهذا من أجل ألا
يدخل إلى القسم....
لأنه كان يعرف بأن مراد يدرس جيدا ، لكنه كان يريد اسعاد أخيه الذي كان مريضا ، وأراده أن يكون الأول دائما، ولذلك كان يفعل ذلك كل
سنة مع شخص مختلف ، وبما أنه التقى هذه المرة مع تلميذ مثل مراد ، فقد كان الضحية ، اعتذر كثيرا وطلب منه المسامحة ، أما مراد
فقد كانت هذه المرة الأولى التي يحزن فيها ، مرت الأيام وأصبحوا أصدقاء ونسي الجميع ما حدث ، أصبح مراد وأكرم يدخلان معا والكل
مندهش، لأنه كان يضربه دائما والآن هو صديقه ، أتى موعد الاختبار وقد
قام مراد بعمل جيد وخرج ، ولما أعلنت النتائج كان قد حصل على الرتبة
الأولى وكان أكرم سعيدا أيضا ، على الرغم من أنه فقد أخاه ، على أي فقد حصل على شخص مثله ' مراد ' .